تعمل ناسا وشركاؤها التجاريون على تطوير أنظمة الإطلاق وتقنيات المهام التى ستحتاجها الوكالة لإعادة رواد الفضاء إلى القمر، وبناء قاعدة هناك، لينطلق البشر فى النهاية إلى المريخ، ومن أصعب الأشياء فى مهمة المريخ المأهولة، بخلاف المسافة التى تصل إلى 42 مليون ميل، هى التواصل من كوكب إلى كوكب.

ويمكن أن تكون سرعة الضوء بطيئة بشكل محبط إذا كنت تحاول التواصل مع الكواكب الأخرى أو الوصول إليها - حتى الكواكب المجاورة، فسرعة الضوء هى أسرع ما يمكن لأى جسم أن ينتقل عبر الفضاء، ففى الفراغ الخالى تمامًا، يمكن للفوتون (جسيم من الضوء) السفر 186282 ميلًا فى الثانية (299،792 كيلومترًا فى الثانية)، وهذا سريع بشكل لا يصدق.

ولتوضيح ذلك رسم جيمس أودونوجو، عالم الكواكب فى وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) ، صورة متحركة بسيطة لإظهار تأخير الاتصالات الذى سيواجهه مراقبو مهمة المريخ فى المستقبل.

كتب أودونوجو على تويتر عند مشاركة صورته: "الاتصال اللاسلكى بسرعة الضوء بين الأرض والقمر ليس سيئًا للغاية، ولكن استخدامه لإجراء محادثة بالفيديو مع رواد فضاء المريخ سيكون صعبًا، حتى عندما يكون المريخ أقرب إلى الأرض".

بشكل عام ، يستغرق الأمر ثلاث دقائق وثانيتين لإرسال إشارة من الأرض إلى المريخ بسرعة الضوء.

كيف تتواصل وكالة ناسا مع روبوتات المريخ؟
 

إن موجات الراديو ذات السرعة الضوئية التى تبث عبر الفضاء فى الرسوم المتحركة لأودونوجو هى بالضبط الطريقة التى تتواصل بها وكالة ناسا مع روبوتات المريخ، لكن هذا قد يتغير بحلول الوقت الذى تطلق فيه رواد فضاء إلى الكوكب الأحمر.

فى الوقت الحالى، ترسل المركبات الفضائية والهبوط على سطح المريخ إشارات الراديو إلى المركبات الفضائية التى تدور حول المريخ، والتى تقوم بعد ذلك بنقل موجات الراديو إلى الأرض، ليقوم هنا نظام عالمى من الهوائيات الراديوية يسمى شبكة الفضاء العميقة (DSN) بالتقاط الإشارات.

هوائى شبكة الفضاء السحيق
 

إذا أراد مراقبو المهمة إرسال أمر إلى روبوت على سطح المريخ، فإن الإشارة تتبع نفس المسار، إذ يرسل هوائى DSN عبر الفضاء إلى الأقمار الصناعية التى تدور حول المريخ، والتى ترسلها بعد ذلك إلى السطح.

هذه هى الطريقة التى ستدير بها ناسا أحدث مركباتها الجوالة، Perseverance، التى تم إطلاقها فى يوليو وهى فى طريقها حاليًا إلى المريخ.